Friday 23 April 2010

هل إلهي إله حقيقي وإلههم إله مزيف ؟؟

هل إلهي إله حقيقي وإلههم إله مزيف؟
أحلام اكرم

GMT 6:59:00 2010 السبت 13 فبراير



يغزو التعصب الديني جميع الدول.. ولكنه وللأسف الشديد يغزو فقراء تلك الدول فيضيف إلى فقرهم المادي جهلا يجعلهم أكثر طوعا وتقبلا للأساطير الدينيه... والتي يستفيد منه رجال الدين في كل الأديان حيث تسهّل لهم عمليه الإستئثار بالمال والسلطه، أسهل بكثيرا من شعوب تعيش في مجتمع راق ومفكّر ومتحضر.. وبرغم تنافس علماء الأديان من كل دين في إبعاد صفة التعصب والراديكالية عن دينه في القرن الحادي والعشرون.. قرن الإنترنت والسفر السهل والسريع والشاشات التلفزيونيه.. التي تترك المجال مفتوحا وواسعا للمشاهد الباحث عن الحقيقه في الحكم بنفسه على هذه الأساطير.. وعلى ما ينتظره من مستقبل قاتم في ظل تنافس أساطير هذه الأديان..
لم يقتصر هذا التعصب والتبشير على الديانه الإسلاميه وحدها.. خاصة وأن صور القنابل الإنتحاريه تجعل من الصعب محوها من أذهان المشاهدين.... وذلك لإستمرار وجود المدارس الدينيه التي موّلتها معظم شعوب الدول النفطيه.. والتي وفي حين رفضت التعامل بالربا.. حوّلت فوائد إستثماراتها النقديه لتمويل هذه المدارس في دول فقيره معدمه بدون أن تعي بنوعية مثل تلك المدارس.. وبدلا من أن تعمل على بناء بنية تحتيه إقتصاديه.
تضمن فرص عمل شريف لأبناء تلك الدول بحيث تبعد شبح الفقر الملازم للتطرف والراديكاليه بدل تطرفهم والذي أساسه الفقر.. وإنعدام الأمل في المستقبل.. عملت على إستقطاب أكبر عدد منهم ليكونوا قنابل بشريه تخيف العالم من الإسلام السياسي. ومن الإسلام كدين أيضا!!

وطال هذا التعصب الديانه الهندوسيه والتي تعتبر إحدى الديانات المسالمه جدا والتي وفي حين ترفض قتل الحيوان برغم فقر شعوبها المقدع.. بررت عنفها ضد معتنقي المسيحيه من المواطنين الهنود أنفسهم.. ففي تقرير ال بي بي سي يوم 13 أكتوبر 2008 قام بعض من معتنقي الديانه الهندوسيه المتعصبين بهجوما عنيفا مسلحا بالهروات والعصي على قرية مسيحية قاموا خلاله بحرق بيوتهم وكنائسهم وإجبارهم على النزوح من قراهم وموطنهم.. مع السماح لكل من يتحول منهم إلى البوذيه بالبقاء..
نفس هذا التعصب الأعمى أراه حين يهاجر الأميركي الذي يعتنق اليهوديه إلى الأرض المحتله مدّعيا أن الله وعده وأعطاه تلك الأرض وأن عودته هذه التي تسمى ب (عاليه) أي الوصول والتقرب من الله.. حتى وإن كانت هجرته على حساب شقاء وبؤس الفلسطيني
الذي ترفض معظم دول العالم هجرته إليها ولا يرى مكانا آخرا له على هذه الأرض... هي إرتقاء روحاني وتقرّب إلى الله!!!
ونفس هذا التعصب أشاهده الآن في تقرير من إحدى المحطات التلفزيونيه الألمانيه عن مجموعه من الأميركيين من طائفة الجنوب المعمدانيه المعروفون باليمينيين المتطرفين يعتقدون بانهم مكلفون بنشر كلمة الرب وأنهم مستعدون للجهاد وللتضحية بأرواحهم لأنهم يعتبرون ما يقومون به من تبشير بالديانه المسيحيه بحرب مقدسه ضد الإسلام.. يتحدثون عن الجهاد ويرون أنفسهم كشهداء في معركة مقدسه ضده وإعتقادهم بان كل الأديان الأخرى عدا مسيحيتهم إنما هي هرطقة!! ويعملون بدأب وفق خطة تبشيريه لتنصير مسلمي العراق.. وربما مسلمي العالم...

في لقاء تلفزيوني مع احدهم وحين بين له المذيع بأن عمله التبشيري هذا قد يكلف المتحول عن الإسلام حياته نظرا لقوانين الدول المسلمه بأن من يرتد عن الإسلام جزاؤه القتل.. كان رده.. حتى وإن أودى التغيير في الدين بحياة الشخص على الأرض فهو ثمن رخيص بالمقارنه مع ما ينتظره في الحياة الآخره من عفو عن ذنوبه الدنيويه..
في إحدى زياراتي لعائلتي في الضفة الغربيه وعن طريق تل أبيب... إستوقف مكان ولادتي في جوازي السفر البريطاني والذي لا تذكر فيه الديانه.. موظفة الهجره الإسرائيليه التي وربما لم يعجبها شكلي.. سألتني ما دينك.. وببرود وبساطة متناهية أجبتها بأن هذا السؤال خارج عن شأنها.. مما أحرجها شيئا ما. فأجابتني بأن سؤالها فقط كان من باب حب الإستطلاع.. ومرة أخرى وببرود قاتل.. أجبتها بأن كل منا ولد ليحمل دين أبائه وأجداده.. ولم يكن لدى أي منا الخيار في دينه..
سيدي القارىء..
كل ما سبق يؤكد لي بأن ثورتنا ضد التعصب الأعمى للأديان في القرن الحادي والعشرين أصبحت ضروريه وحتميه.. لقد كانت الكتب السماوية ثورة في حينها لتنظيم وإرتقاء المجتمعات.. ولكن كل هذه الكتب بحاجه ماسه إلى - إما ان توضع جانبا في الكنائس والجوامع ودور العباده الأخرى.. وإما أن نجرؤ على الدخول في عملية نقد حقيقية وموضوعيه لإكتشاف إلههنا وإلههم... وإذا ما كانا هما نفسهم.. أي إله واحد يعمل على ربطنا بإنسانية واحده لا تفرق وتخدم مصالحنا في عالم مفتوح الحدود..
أنا لا أدعو إلى التخلي عن الدين. ولكني أدعو إلى التمعن في الدين.. بل وفي كل الأديان.. والإعتراف بأن لكل دين جذور عميقه في تكويننا الثقافي.. وأن الدين ما كان إلا إنعكاسا لواقع المجتمعات في ظروف تختلف عن ظروفنا.. وأن قيمة الحياه في أي مكان في هذا العالم الصغير.. هي تحرير العقل.. للإعتراف بأنه وبرغم كل شيء فإن التمسك بإنسانيتنا هو الطريق الوحيد للخروج من ظلمات التفرقه والإختلافات الأخرى التي يروج لها مبشري الديانات.. وأن هذه الإنسانيه هي مفتاحنا إلى الحريه والمساواه.. هي مفاتيح العالم كله للتطور و التقدم.. وإلى الديمقراطيه. التي هي مفتاح التطور والتقدم.. ومفتاح رقينا وترابطنا الإنساني..
في خلال كتابتي.. تذكرت حلقة المذيع الأميركي لاري كنج.. ففي مقابلة له مع أربعه من رجال الدين.. اليهودي والمسيحي والمسلم والبوذي بعد أيام قليله من 11 سبتمبر.. سألهم في سياق الحوار.. ماهو الله. ومن هو الله.. وانبرى كل منهم ليعبر بكلماته عن الله في ديانته.. واختصرها البوذي في كلمة واحده.. الله هو المحبه.
مرة أخرى.. هل إلهي إله حقيقي وإلههم إله مزيف؟
أحلام اكرم

GMT 7:15:00 2010 الإثنين 15 فبراير



ما إن نشرت مقالتي الأولى بعنوان "هل إلهي إله حقيقي وإلههم إله مزيف" حتى وجدت تعليقين يدخلان في صلب الموضوع.. وهو التعصب الديني..
التعليق الأول تفادى الخوض في صلب الموضوع واقتصر على "لا يعقل أن يدار هذا الكون العظيم التناسق والتكامل بهذه الروعة في التنظيم ان لم يكن بإرادة واحدة عظيمة و هي (لا اله الا الله! ).
اما الآخر.. فبعد إنتهائه من الطعن المؤلم في الديانه المسيحية غير عابئ بما سيسببه هذا الطعن من ألم للمسيحيين ومن الدخول مرة أخرى في متاهات وجدالات في من هو الدين الأمثل..؟؟ يقول..
""حذّر المسيح عليه السلام تلامذته، واتباعه، من المزّورين، والكذابين، الذين سيأتون من بعده، وبشرهم برسول من بعده، إسمه أحمد ( البارقليط )، عليه الصلاة والسلام. الاسلام، دين الحق، والصواب، والتوحيد، والهداية، دين، وجوهر الرسالة التي آتى بها، جميع الانبياء، والمرسلين، الدين الاوحد، والوحيد، الذي إرتضاه الخالق، عز وجل، لكافة خلقه، دين العدل، والمساواة، والرحمة، والمغفرة، دين الطهارة، والعفاف، دين الفطرة، والطبيعه، والعلم، والعقل، والمنطق، والتقدم، والحضارة، والبساطة، والوضوح، الدين القّيم، القويم، والصراط المستقيم، دين الفلاح، والصلاح، والنجاح، في الدنيا، والاخره. هدانا الله، واياكم، الى ما يحبه، ويرضاه، إنه قريب سميع مجيب الدعوات رب العالمين""
سيدي القارئ..
هل حقا ان الإسلام هو الدين الأوحد؟؟ كلنا نعرف أنه ليس الأوحد.. وأن هناك أديان أخرى جاءت قبله واعترف بها... وأخرى جاءت بعده.. ولكل من هذه الأديان حق الإحترام منا جميعا.. ولكن وفي ثورة الإتصالات أنا أؤمن بضرورة فصلها عن الدوله.. والأخذ بإنسانيتنا المشتركة لنتعايش ونعيش في أمن وأمان..
وهل هو فقط الدين الذي ارتضاه الخالق عز وجل لكافة خلقه؟؟ إذا كان ذلك فكيف تكون هناك أديان أخرى في أماكن أخرى من هذا العالم؟؟
وهل يختلف الإله من بقعة جغرافية لأخرى؟؟
في رحلة قمت بها الصيف السابق إلى مجموعة دول في جنوب شرق آسيا.. للبحث من زاوية الحقوق عن أثر الثقافه والتقاليد في الدين.. وأثر كلاهما على حقوق المرأة بالتحديد.. وجدت الترابط القوي بين الديانات والثقافات المحلية والتي معظمها بنى وتأسس على الأسطورة في حياة الشعوب.. وخاصة أثر الأسطوره في عهود بدائية وجله تخاف من المجهول..
ولكن الأهم الذي كان نتيجة بحثي.. هو الأثر الكبير والذي يحتل المساحة الأكبر في تشكيل الدين وهو إمتزاج تعاليمه بالتقاليد الموجوده حتى تضمن قبوله من الأغلبية في المجتمعات.. ومع سطوة التكرار الأعمى ودخولها في اللاوعي.. تصبح مقبوله ومعترف بها حتى وإن تعارضت مع العقل أو المنطق..
فعلى سبيل المثال.. في التيبيت التي وصلت إليها الديانة البوذية في القرن السابع.. واعتنقها معظم سكانها.. تتلون هذه الديانه كثيرا لتنسجم مع عادات وتقاليد كانت موجودة بالقطع قبل وصولها.. من ذلك مثلا حق المرأه في الزواج بأكثر من رجل.. ولكن هذا الحق اصطبغ بصبغة التقاليد بحيث أصبح مألوفا ومقبولا زواجها من ذكور العائله في المجتمع.. فالأسره التي تتكون من ثلاثة إخوة.. يستطيع هؤلاء الأخوة الزواج من إمرأه واحده.. حفاظا على ثروة الأسره وحفاظا على الترابط الأسري.. لأن لا أحد يستطيع التعرّف على من هم أبناؤه... وبالتالي تبقى الثروة حق للجميع..
أما في مملكة البوتان.. وهي دولة نائية صغيرة جغرافيا وتقع بين الهند والصين في جبال الهملايا الشاهقة.. تعرف هناك بأرض الرعود.. يرتبط فيها القرن الحادي والعشرون بما فيه من مظاهر التقدم من سيارات وبنيه تحتيه ومواصلات تربط المدن بالقرن العاشر وهي الصبغة الأعم بما فيه من جهل وقنوع وإعتقاد تام بالأسطورة حيث يعتقد بأن البوذية وصلتها عبر قديس بوذي في القرن السابع طار إليها على جناح أحد الطيور الكبيره.. واستقر على جبل عال وعليه يعتقدون أن القرب من الإله أو الله في عقيدتهم يتم عبر تحمل الكثير من المصاعب والمشاق للوصول إلى ذلك المعبد... وبالتالي بناء كل المعابد على جبال عاليه وكلما كان الصعود إليها للتعبد مرهقا كان الإنسان قريبا في ذلك من الله..!!
وهنا أيضا تجد كيف لوى البوتانيون الدين ليتناسب مع الثقافة التي كانت سائده قبل وصوله.. والتي أساسها أيضا الحفاظ على الترابط الأسري.. فالذكر لا يرث أبويه.. بل إن الأنثى هي وحدها وريثة الأبوين.. فمن المتعارف عليه قدرة المرأه على العطاء والبذل في سبيل من تحبهم وعليه فإنها الوريثة الوحيده لأبويها.. لأنها تبقى معهم وترعاهم حتى مماتهم.. ومن المألوف والمقبول إجتماعيا أنها حين تتزوج ينتقل الزوج ليعيش معها في بيت والديها. وفي حالة وجود أكثر من إبنه فإن من حق الوالدين الإشتراط على الرجل الزواج بكل بناتهن.. حفاظا على الترابط الأسري..
وأن الملك السابق تزوج بأربع أخوات وتنازل طواعية عن العرش لإبنه خريج أكسفورد الذي لم يتجاوز الثلاثين.. وكلاهما يعمل على تغيير هذه العادات ويعترف لشعبه بخطأ الزواج بأكثر من إمرأة.. ويحث رعاياه على عدم الزواج بأكثر من واحدة في محاولة أولية لتغيير القوانين..!!
سيدي القارىء..
من هنا أتساءل.. لماذا هذا التعصب الأعمى الذي قرأته من خلال التعليقات ومناقشات القراء؟؟؟ كل له دينه.. وإحترامه حق خلقي علينا جميعا.. ولكني أتساءل هنا.. هل حقا أن الإسلام فقط دين الصواب.. أم أنه وكبقية الأديان الأخرى جاء لتنظيم المجتمع في حقبة غابره.. تعايش خلالها مع الكثير مما كان معمولا به.. وأنه وكبقية الأديان يجب إما إخضاعه للبحوث الموضوعية الجادة.. وإما إبقاؤه في صدور المؤمنين.. وفي الجوامع.. بحيث ننتهي من هذا التعصب.. تماما وكما نعيش في الغرب..

لقد وجدت ومن خلال الأبحاث التي قمت بها عن الإسلام في العديد من الكتب.. وخلافا لما كنت تلقنته ولا يزال يلقن حتى يومنا هذا في المدارس.. وجدت بأن الإسلام أيضا ومن أجل نشر الدعوة والقبول بها.. تماشى مع العديد من العادات التي كانت موجودة أصلا آنذاك.. فعلى سبيل المثال.. تماشى الإسلام مع ما كان سائدا في موضوع تعدد الزواجات وفي موضوع إقتناء الجواري.. وإن ما فتق فقهاء الدين بمحاولة التبرير بكل ألأشكال.. ولكن أين العدل في هذه الزواجات.. وأين المساواة بين المرأة الحرة والمرأ الأمة؟؟ حقيقة أن أهم ما جاء به الإسلام آنذاك هو الحق النصفي للمرأه لوراثة أبويها " للذكر مثل حظ الأنثيين "" وهو ما كانت المرأه اليهوديه والمسيحيه محرومة منه.. ولكنه وفي المقابل لم يتحد التقاليد المعمول بها آنذاك في رجم الزانية.. ولم يحرمها تحريما قطعيا كما في "" تحريم الدم والميتة ولحم الخنزير ""..
إن أهم ما يحسب للإسلام هو قدرته على توحيد القبائل في فترة زمنيه كان الغزو والسلب من أجل الحياة هو السائد.. وبعد التوحيد بنى بنيه تحتيه أساسيه من التعاطف والمشاركه في الأرزاق عن طريق الزكاه.. وهو ما كان مناسبا لتلك الفترة الزمنية بحدودها الجغرافيه المحدده.. أما في عالم اليوم الواسع فلم تعد تلك التنظيمات تتواءم مع متطلبات العصر.. وأصبحنا بحاجة ماسة إلى ترسيخ الديمقراطيه الحقه التي تضمن بناء بنيه تحتيه معيشية تكفل حماية الكرامه الإنسانية..
التعصب الأعمى هو ما حاولت قدر إستطاعتي أن أبين أضراره على مجتمعاتنا المعولمة بفعل الشاشات التلفزيونيه والسفر.. وهو الخطر الذي يواجهننا جميعا في هذا القرن.. ولكن الفرق أنه لا يدخل في السياسات الغربية.. بينما يجاهد فقهاء الدين.. لتجهيل الشعوب في حقها في الحرية والعدل والمساواة.. حقها في المواطنة الكامله في اوطانها.. وحقنا جميعا بالأمن والسلام لخلق مستقبل أفضل لكل أبنائنا...
وبرغم كل ما قرأته في الحرب الكلاميه بين المعلقين على مقالتي السابقة.. سأبقى أحارب هذا التعصب بكل ما أستطيع من منطق وعقلانية.. لأني أؤمن بأن الله موجود الله في ضمائرنا.. حين نحترم حرية الآخر في الإعتقاد.. وفي مساواتنا جميعا بلا تمييز أمام القوانين.. وحق كل إنسان في العدالة..... نعم الديمقراطية هي الحل الأمثل والأوحد لحمايتنا جميعا من الشيطان الذي يوسوس في صدورنا بأننا الأفضل.. والأجمل.. وأننا نستحق كل شيء وليذهب غيرنا المختلف إلى الجحيم!!!

باحثه وناشطه في حقوق الإنسان

لماذا يخشى المسلمون إخضاع الإسلام للبحث العلمي ؟

لماذا يخشى المسلمون من إخضاع الإسلام لمنهج البحث العلمي؟
أحلام اكرم

GMT 7:18:00 2010 الجمعة 23 أبريل



يبدو أن الغرب والذي يتخبط في كيفية التعامل مع العالم العربي والإسلامي يجهز نفسه لمعركه مقبله بين الشرق والغرب من المحتمل ان تـكون الحاسمه إما سلبا أو إيجابا ولكن وفي حال نجاحها فإن نتائجها الإيجابيه قد تكون أفضل بكثير من الجمود الفكري الحالي الذي يتراكم على العقل العربي والإسلامي.. فالنجاح المشهود به للغرب.. هو نجاحه في التخلص من الهيمنه الدينيه على شعوبه مع الإبقاء على الحرية الدينيه وحرية الإعتقاد.. نجاحه بأن يجعل فصل الدين عن الدوله خيار شعوبه.. يتجهز الآن للخوض في معركة كبرى مع العالم العربي والإسلامي.. معركه لا يستطيع أحد في العالم العربي الإقتراب منها وكل من يحاول ذلك فإن مصيره المحتوم إما القتل.. أو النفاذ بجلده والهرب من دول الإيمان إلى دول الكفر.. إن كان محظوظا!!

عجز المسلمون عن الدخول الطوعي في عملية نقد موضوعي وحوار حقيقي هادف يبتدىء من هيمنة الدين ورجال الدين على الفكر والعقل العربي مما أفقدهم القدره على أن يروا الصورة الحقيقيه للفساد والإزدواجيه المتغلغلة في مجتمعاتهم..هذا الجمود الفكري هو ما أصبح الدافع لحث العلماء الغربيون على فتح هذا الحوار.. والمناداة بإخضاع الإسلام للبحث العلمي والتمحيص تماما كما حدث مع المسيحيه واليهوديه في القرن التاسع عشر حيث كان علماء الدين الألمان أحد من فتح الباب لعملية البحث العلمي و الحوار حول دقة وصحة الأناجيل.. وهو الحوار الذي مهد الطريق أمام الإقتناع الشعبي بضرورة فصل الدين عن الدوله للعيش بكرامه وبمساواة.. وحرية.

أحداث 11 سبتمبر تركت في أذهان الغربيين العديد من التساؤلات عن الإسلام.. وهو ما حث العديد منهم لدراسة الإسلام. وكثيرون هم الذين إعتنقوا الإسلام فيما بعد.. في ذات الوقت الذي قرر العديد منهم الدخول في أديان جديده أو الإلحاد!

الفرق أن الغربي وحين يتخذ مثل هذا القرار.. لا أحد يسائله.. وتبقى جميع حقوقه المدنيه محفوظه تماما كما هي ولا يضطر لتسجيل تغيير ديانته في أي مكان آخر. إضافة إلى انه لا يتعرض للمضايقه أو النبذ ممن حوله. بل تحتضنه العائله أكثر لأن رابطة الحب أقوى من رابطة الدين... ولكن أن يتعرض إنسان سعودي للضرب والتبليغ عنه من والده وتعريضه للعقوبه القاتله.. فهذا لا ينم عن شيء إلا قسوة مفرطة أعمت العيون والقلوب عن المحبه.. وعن آية ""لا إكراه في الدين"" لتؤكد آية ""إن الدين عند الله الإسلام"" وحديث " من بدل دينه فاقتلوه "!!!
والآن تواجه الدول الأوروبيه الغربيه عموما إمتحانا جديدا.. إمتحان تواجه فيه نفسها..فبعد أن هدأت غضبة المسلمون على الرسوم الكاركاتيريه.. وغضبة الشارع الأوروبي على المنقبات.. تواجه عاصفة جديده تضعها امام المرآه والسؤال هل ستتمسك بمبادئها القائمه على الميثاق الدولي لحقوق الإنسان.. أم ماذا؟؟
حالتان متشابهتان كلاهما من صلب حقوق الإنسان تواجههما نيوزيلنده وألمانيا الفرق أن الشخص الهارب إلى نيوزيلنده سعودي الأصل طلب اللجوء خوفا من الإضطهاد..بعد تغيير دينه..

والآخر في ألمانيا مسلم من أصل ألماني.. ترسخت عنده حرية التعبير.. وحرية الإعتقاد.. وهو ما جعله يتحول إلى الإسلام ويدرس الإسلام..
ماذا سيكون موقف نيوزيلنده في حال ما أن تقدمت المملكه السعوديه بطلب إعادة الشخص السعودي المرتد.. هل ستحميه نيوزيلانده من العوده لتطبيق الحد الشرعي أم ستضطر إلى التضحية بمبادئها خوفا على مصالحها..

وكيف ستتعامل المانيا التي رسّخت حرية التعبير.. وحرية الإعتقاد والعالم العربي مع الكتاب الذي سيصدر قريبا لعالم الدين الألماني الأصل البروفوسور المستشرق كاليش.. الذي وبعد تحوله إلى الإسلام والقيام بالعديد من البحوث العملية حوله.. يستعد لإصدار كتاب يحاول فيه إثبات نظريته بإحتمال ان النبي محمد " سلام الله عليه " لم يكن موجودا وأن محمد كان مجرد لقب وليس إسم لشخص؟؟ وأن القرآن لا يمكن ان يكون كلام الله لأن الله لا يكتب الكتب..!!!
كاليش والذي قامت الجامعة بوقفه عن العمل.. وهو ما يبدو كإجراء مؤقت لا غبار عليه.. كان بروفسورا في جامعة مونستر الألمانيه.. يدرس الإسلام كمادة في برنامج حكومي يدعو إلى التواصل بين المجتمعات في محاولة لدمجهم.. لأساتذه سيعلمون موضوع الإسلام في المدارس.. أكد بأنه عمل من خلال تدريسه الماده على تعليم هؤلاء الأساتذه على الحرية والإستقلال بالتفكير.. وليس تلقينهم أفكاره.. بل تشجعيهم على الدخول في حوارات دينيه هادفه للوصول إلى العالم الروحاني.. وهو عالم ما خلف الأديان.. وهو ما يعتقد أنه الأصل في التعليم !! والتعليم الديني بالتحديد !!

يقول كاليش الذي لا زال مصرا على إسلامه والذي كان قد حصل على الدكتوراه في مادة الشريعه الإسلامية
ومن أقوى المدافعين عن الشريعه الإسلاميه في الجامعة.. بأن الهدف الأساسي لديه هو تسليط الضوء من خلال البحث العلمي المنهجي على الإسلام بكل ما فيه من إيجابيات أو سلبيات تماما كما حدث مع المسيحيه واليهوديه في القرن التاسع عشر حيث كان علماء الدين الألمان أول من فتح الحوار حول دقة وصحة الأناجيل.. وهو في نظري الحوار الذي فتح الطريق أمام الإقتناع الشعبي بفصل الدين عن الدوله..

وبرغم أن العلماء المشتركون في البحث العلمي عن القرآن بجامعة براندربيرج في برلين أعلنوا في تصريح رسمي معارضتهم لتعليقات البرفوسور كاليش التي شككت في وجود النبي وفي القرآن.. إلا أن السؤال يبقى مطروحا..
أليس من المفروض أن يكون التعليم هو مفتاح العقل للتساؤل وطرح أفكار جديده.. وليس فقط لحفظ أو تلقين معلومات معينه تتناسب مع الفكرة التي يراد ترسيخها فقط مما يؤدي عاجلا او آجلا إلى أن يصبح عقلا مشلولا متقبلا يعجز عن طرح تساؤلات أو إيجاد حلول؟؟ وبالتالي فإن السؤال المرادف له لماذا يخشى المسلمون إخضاع الأفكار الموجوده في كل ما يتعلق بالإسلام.. للبحث العلمي والتمحيص والتدقيق..أسوة ببقية الأديان؟؟

لقد تعرضت الديانه المسيحيه لكل أشكال البحث ولكل أشكال الإستهزاء أيضا.. حتى قال البعض بأنها مجرد أكذوبه.. كثيرون هم من شككوا بوجود المسيح وبنبوته.. ولكن لم يحدث هناك شغب ولا تهديد بالقتل لأي من هؤلاء أو نعتهم بالكفار وتهديد حياتهم..
أيضا إستبق علماء الدين اليهودي الأحداث خوفا من تعرضهم لمثل ما تعرضت له المسيحيه.. حين قاموا بعملية مراجعه نقديه شامله للنصوص التوراتيه وحذف كل ما يتنافى مع المصلحه اليهوديه والعقل..
سيدي القارىء..
مما لا شك فيه بأن حياة النبي محمد "سلام الله عليه " قد كتبت ودونت في العديد من كتب التراث.. ولكن أيضا ومما لا شك فيه بأن هناك فترات لا يعرف فيها الكثير عن حياته.. إضافة إلى وجود العديد من الأحاديث والتي قد تتناقض في بعض منها مع روح النبوه.. وروح الدين.. خاصة تلك المتعلقه بالمرأه؟؟
بإعتقادي أن وجود النبي "سلام الله عليه " حقيقه ثابته.. ولكن من حق كاليش ان يؤمن بما يريد.. ومن حقه أيضا محاولة إثبات نظريته.. وعلى أنا كإنسانه إما أن أقبلها أو أرفضها.. ولكن مع الإعتراف بحقه في التعبير وإحترام محاولته في البحث..

نعم أنا أؤمن باهمية وضرورة البحث العلمي الدقيق.. وإستعمال منهجية واضحه ليس لإثبات صحة أو عدم صحة الدين.. بل لإخراج أنفسنا من مأزق الحقيقه المطلقه التي نعتقد بإمتلاكنا لها..

البرفوسور كاليش ليس أول من وضع روايات التراث تحت المجهر.. فلقد كتب الدكتور خليل عبد الكريم عالم الدين الأزهري 13 كتابا تناولت حياة النبي. ودور السيده خديجه.. والصحابه.والظروف السياسيه والإجتماعيه التي كانت قائمه قبل الإسلام وبعده كلها موثقة من كتب معتمده صدرت سابقا ولكن الفرق الثابت أنها تترك للقارىء الباحث المجال مفتوحا ومشرعا للتساؤل ( وليس عدم الإيمان فهذه مسأله خاصه ) حول وجود الله والنبوه..